مين مننا مش عايز لما مشروعه يقدم منتج جديد ينجح وينتشر بين الناس وعدد كبير من العملاء يتبنوه ويستخدموه في أسرع وقت؟، بس للأسف عملية الانتشار دي مش مضمونة ولا هي حاجة ثابتة لأنها بتختلف من منتج لآخر ومن خدمة للتانية، ففي بعض المنتجات بنلاقي الناس بتتقبلها وبتنتشر بينهم بسرعة، وفي منتجات وخدمات تانية عملية انتشارها بتكون بطيئة وبتاخد وقت طويل.
فلو بصينا مثلا على شاشات التلفزيون عالية الدقة HDTVs فبالرغم من ظهورها في التسعينات من القرن الماضي إلا إن معدل تبني العملاء ليها كان بطيء إلى حد ما ولغاية سنة 2010 كان 51% من البيوت الأوروبية بس هما اللي اشتروا الأجهزة دي، السبب في المعدل البطيء ده كان إن البرامج والعروض التلفزيونية مكنتش HD فمحدش هيشتري منتج غالي وملوش لازمة.
وعلى الجانب المقابل، لو شوفنا بداية الهواتف الذكية وخاصة الآيفون هنلاقي إن تسعيره المرتفع في البداية كان عشان يظهر على أنه منتج فاخر وده خلاه منتج حصري لما تم عرضه على الجمهور، وبالرغم من إن عامل التكلفة ممكن يكون عائق على سرعة تبني الهاتف وقتها إلا إن الميزات وقبول الجمهور للآيفون أدى لزيادة الطلب عليه وعلى الهواتف الذكية بشكل عام، ومش كده وبس ده مع استمرار نمو الطلب وتراجع الأسعار انتشرت الهواتف الذكية بين الجمهور بسرعة كبيرة.
وبالرغم زي ما قولنا إن مش كل المنتجات معدلات انتشارها وتبنيها واحدة إلا إن في بعض الخصائص اللي بوجودها في المنتجات والخدمات الجديدة ممكن تأثر على عملية انتشارها وتقبل العملاء ليها.
أهم خمس خصائص في التأثير على عملية انتشار المنتجات الجديدة :
الميزة النسبية:
وهي درجة تفوق المنتج الجديد على المنتجات والخدمات الموجودة في السوق بالفعل في نظر الجمهور، والميزة النسبية بتسرع من تبني السوق المستهدف للمنتج الجديد لأن كل ما المنتج قدم ميزة مش موجودة في البدائل المتاحة في السوق كل ما كان متفوق أكتر وبيقدم قيمة أعلى وبالتالي معدل تبنيه وانتشاره بين العملاء هيكون أسرع، والميزة النسبية دي ممكن تتقدم بأشكال كتير منها مثلا:
• إنتاج منتج معدل ومطور من خلال إضافة مزايا وخصائص وشكل أفضل عن الموجود.
• أو أن السعر يبقى أفضل من خلال تقديم عروض جيدة وخصومات وسهولة شروط الدفع والضمان وإمكانية التبادل مثلا.
• إن المنتج يكون متوافر وسهل الوصول اليه من خلال المتاجر العادية أو المواقع الإلكترونية وإمكانية الشراء أونلاين.
وعشان كده بالرغم من المنتجات اللي بتقدم مزايا أكتر بتكون جاذبيتها أكبر لكن ده ميمعنش إن المكونات التانية لعناصر المزيج التسويقي ممكن توفر أساس للميزة النسبية للمنتج الجديد. ومن أمثلة المنتجات اللي قدمت ميزة نسبية كانت أجهزة اللابتوب ضد أجهزة الكمبيوتر العادية، والفلاش ميموري ضد السيديهات.
التوافق:
وده معناه درجة ملائمة المنتج الجديد مع قيم وخبرات العملاء المحتملين، والتوافق من خصائص المنتج اللي بتأثر على معدل تبني العملاء للمنتج لأن العملاء هيبدأوا في تبني المنتج ببطء لو كان غير متوافق مع عقليتهم وأسلوب حياتهم، فمثلا أنت عمرك ما هتلاقي حد هيروح يشتري عربية بتشتغل بالبطارية ومفيش أجهزة شحن متاحة ليها ومش هيشتري سيارة تقدر تمشي 100 كيلو متر بس وهو طريق شغله 150 كيلو متر لأن في الحالة دي بتكون مش مناسبة لنمط حياته.
التعقيد:
تعتبر درجة صعوبة فهم المنتج الجديد أو صعوبة استخدامه واحدة من الخصائص اللي بتأثر على معدل التبني، مثال على كده شركات الهواتف المحمولة اللي بيقدموا نماذج بسيطة من التلفونات للعملاء اللي بيكونوا عايزين تليفونات يرسلوا ويستقبلوا المكالمات والرسائل وخلاص مش اكتر من كده.
ومن الملحوظات المهمة طبعا اللي لازم تاخد بالك وانت بتقدم منتج جديد هي إن الأجيال الجديدة بتبقى درجة فهمهم وتعاملهم مع المنتجات التكنولوجية الحديثة أسرع واكتر من الأجيال الأقدم منهم.
القابلية للاختبار:
سهولة اختبار وتجربة المنتج الجديد من الخصائص اللي بتحدد معدل تقبل العملاء له، فلو من الممكن تجربة المنتج لفترة محدودة قبل ما يتم شرائه ده هيزود من معدل تبني المنتج بشكل كبير لأن إمكانية التجربة بتقلل من إحساس المخاطرة عند العميل وبتحسس العميل إنك واثق في المنتج اللي بتقدمه، فعلى سبيل المثال لو كان عندك موقع إلكتروني بيقدم خدمات مدفوعة بالاشتراك، فبيكون من الأفضل تقديم اشتراك مجاني لمدة شهر واحد مثلا.
القابلية للملاحظة:
واللي بتعتمد على درجة ملاحظة العملاء المحتملين للفوائد والمزايا اللي بيقدمها المنتج والأثار الإيجابية ليها، فكل ما كانت الأثار الإيجابية للمنتج الجديد محسوسة وبتظهر على فترات قصيرة مش متباعدة كل ما زادت درجة ملاحظتها وبالتالي بيزيد معدل تبني العملاء للمنتج.
وبالرغم من إن الخصائص الخمسة دول مرتبطين بالمنتج إلا انهم بيعتمدوا بشكل واضح على وجهة نظر المستهلك وتصوراته، وعشان كده كل ما كان المنتج أو الخدمة متفوق نسبيا على البدائل المتاحة في السوق ومتوافق مع سلوك العميل المحتمل في طريقة استهلاكه واستخدامه وأقل في التعقيد ومن السهل استخدامه وملاحظة فوائده وأثاره الإيجابية، كل ما هيتم شرائه وانتشاره بسرعة بين العملاء.
إرسال تعليق